أصدر المركز الرسمي للإفتاء التابع للهيئة العامة للشؤون الإسلامية والاوقاف، فتوى بضرورة تحري الدقة وصحة المعلومة، والبعد عن إشاعة وترويج الأخبار، من دون التوثق منها عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرًا إلى أن لهذه المواقع أهمية بين الناس وأنها قد تستخدم في الشر من خلال بث الشائعات الكاذبة ونشر بذور الفتنة في المجتمع .
وقد تلقى المركز سؤالاً نصه: ماحكم نشر الشائعات والترويج لها من دون التوثق منها عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي؟
وجاء في نص الفتوى:
أن مواقع التواصل الاجتماعي لها أهمية كبرى في العلاقات بين الناس، غير أنها قد تستخدم في الشر، ومن وسائل استعمالها في الشر بث الشائعات بألوانها المختلفة وبريقها الخادع ومبرراتها الملتوية المصحوبة بالكذب والخداع، وبث بذور الفتنة في المجتمعات .
والشائعة هي: الإظهار والنشر للأخبار من غير تثبت وتحرٍ للصواب .
وإن الواجب على المسلم الحذر والتحري قبل إشاعة الأخبار وعدم التحدث بكل ما يسمعه؛ فقد جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع” .
قال العلامة المناوي رحمه الله في فيض القدير: “أي إذا لم يتثبت؛ لأنه يسمع عادة الصدق والكذب، فإذا حدث بكل ما سمع لا محالة يكذب، والكذب الإخبار عن الشيء على غير ما هو عليه وإن لم يتعمد” .
وفي الإشاعة أضرار كثيرة، وقد عبر عنها القرآن بالإرجاف، قال الله تعالى:”لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً” الأحزاب:60
قال العلامة ابن جزي رحمه الله في تفسيره التسهيل لعلوم التنزيل في معنى المرجفون: “قوم كانوا يشيعون أخبار السوء ويخوفون المسلمين” .