هل يشرع قلب الحذاء وتعديله إذا كان باطنه إلى السماء ؟
السؤال:
أود السؤال عن فعلة لربما هي بدعة !!
هل هناك أصل في الشريعة .. لقلب الحذاء " أكرمكم الله " المقلوب ..
إني أحتسب بذلك أجري على الله ..
لأنه يقال " اقلب الحذاء عن وجه الله جل جلاله " ..
هذا العمل متعارف عليه منذ الصغر ..
الجواب :
الحمد لله
لا أصل في الشريعة لتغيير هيئة النعل المقلوب ، وقد جعل ابن عقيل الحنبلي رحمه الله التشديد في ذلك من فعل الجهلة ، فقال رحمه الله :
"
وَيْلٌ لِعَالِمٍ لَا يَتَّقِي الْجُهَّالَ بِجَهْدِهِ ... وَالْوَاحِدُ
مِنْهُمْ يَحْلِفُ بِالْمُصْحَفِ لِأَجْلِ حَبَّةٍ ، وَيَضْرِبُ
بِالسَّيْفِ مَنْ لَقِيَ بِعَصَبِيَّتِهِ ...
وَالْوَيْلُ
لِمَنْ رَأَوْهُ أَكَبَّ رَغِيفًا عَلَى وَجْهِهِ ، أَوْ تَرَكَ نَعْلَهُ
مَقْلُوبَةً ظَهْرُهَا إلَى السَّمَاءِ " انتهى .
"الآداب الشرعية" (1 /268-269).
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
يوجد
بعضٌ من الناس يقولون بأنه عند وجود الحذاء مقلوباً رأساً على عقب بأن
الملائكة لا تدخل هذا البيت أو أن الله لا ينظر إلى هذا البيت ، فماذا
تقولون في هذا الأمر ؟
فأجاب
: " نقول : هذا لا صحة له ، ولا أعلم في كون النعل مقلوبة بأساً ، لكن هذا
أمرٌ شديدٌ عند الناس ، وقد يكون الأمر شديداً عند الناس ولا أصل له "
انتهى .
"نور على الدرب" (13/65) .
ولا بأس بتغيير هيئته لأن أسفله ـ في الغالب ـ يكون متسخاً ، فليس من الأدب أو الذوق أن يكون هو الأعلى وينظر الناس إليه .
سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
بعض كبار السن يقولون : إن قلب الحذاء على ظهرها لا يجوز ، حيث إنها تقابل وجه الله ، فهل ذلك صحيح ؟
فأجابوا
: " قلب الحذاء بحيث يكون أسفله أعلاه فيه تقذر وكراهة ؛ لأن أسفله مما
يلي الأرض ، فيكون لابس الحذاء يطأ به على الأرض ، وقد يطأ به شيئا من
الأقذار " انتهى .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (26 /302-303) .
والله أعلم .
_____________________