السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منظومة السير إلى الله والدار الآخرة
منازل السائرين إلى الله التي توصل صاحبها إلى جنات النعيم في جوار الرب الكريم وتمنعه من عذاب الجحيم , تركوا السيئات وعملوا الحسنات .فكل عمل لا يراد به وجه الله فهو باطل وكل عمل لايكون على سنة رسول الله فهو مردود, فإذا إجتمع العمل الإخلاص للمعبود والمتابعه للرسول فهذا هو العمل المقبول,فإن فعلوا حسنة جمعوا بين الخوف والرجاء فيرجون قبولها ويخافون ردها وإن عملوا سيئة
خافوا من عقابها ورجوا مغفرتها بفضل الله فهم بين الخوف والرجاء ,أولئك هم المفلحون ,وهم الذين ملأ قلوبهم محبة الرحمن هي منزلة المحبه ومنها تنشأ جميع الأعمال الصالحة
والنافعة والمنازل العالية ,ومعنى المحبة تعلق القلب بالمحبوب ولزوم الحب مايرضيه بقلب منشرح وصدر رحيب ,فإن تكلم تكلم بالله وإن سكت سكت لله , وإن تحرك فلله ,
وإن سكن فلله ويحدث عن الحب والشوق إلى الله وبه تحصل الأفراح والمسرات وهوعمارة القلوب كما أنـه غراس الجنات , قال الله تعالى ( يأيها الذين ءامنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً )
وقال النبي لرجل قال إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأوصني قال ( لا يزال لسانك رطباً بذكر الله )
الراوي: عبدالله بن بسر المحدث: ابن مفلح - المصدر: الآداب الشرعية - لصفحة أو الرقم: 1/425
خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد
يتقربون إلى المليك بفعلهم طاعاته والتركُ للعصيان هذه الأعمال التي تقرب إلى الله وتوصل إليه ولاسيما الفرائض, والإكثار من النوافل ويرى نفسه مقصراً ورؤية تقصيره ينفي عنه العجب , الذي يبطل الأعمال ويفسدها ,صبّروا النفوس على المكاره وهو حبس النفس على مايكره الإنسان ,
والصبر ثلاثة أقسـام ,صبر على طاعة الله حتى يؤديها ,
وصبر على معاصي الله حتى يتركها , وصبر على أقدار الله المؤلمة, فهم بها قد أصبحوا في جنةٍ وأمـان وِمنزلة الرضا أعلى من منزلة الصبر, فإن الصبر حبس النفس وكفها على ماتكره ,
مع وجود منازعة فيها وبالرضا يرضى عن الله رضا مطمئن منشرح الصدر وإذا نزل العبد بهذه المنزلة طـابت حياته وقرة عينه ولهذا سمي الرضا ( جنة الدنيا ومستراح العابدين )
شكـروا الذي أولى الخلائق فضله والشكر يكون بالقلب وهو الإعتراف بنعم الله
والإقرار بها وعدم رؤية نفسه أهلاً لها بل هي محض فضل ربه ويكون باللسان وهو الثناء على الله بها, والإستعانه بنعمه على طاعته ,في جميع أمورهم مع بذل جهدٍ في رضا الرحمن
والتوكل على الله ,والإجتهاد في طاعة الله, والثقه بالله فيعتمد على ربه بقلبه في جلب ماينفعه في أمر دينه ودنياه ,فإذا تصور الإنسان هذا المقام في جميع أحواله منعه من الإلتفات بقلبه إلى غير ربه وهذه المنزله
من أعظم المنازل وأجلها,فهؤلاء هم الناس بل هم العقلاء الأكياس,فرغوا قلوبهم عن جميع مايشغل عن الله
ويبعد عن رضاه, وهذه حقيقة الزهد فتكون أفكار العبد في كل مايقرب من الرحمن , ومتنزهه عن دنيات الأمور ,فهؤلاء هم الذين يسعد بهم رفيقهم , إذا أقتدى بسلوك سيرهم والذين أمرنا الله أن نسأله أن يهدينا طريقم إذ أنعم عليهم بصدقِ إيمانهم,
رزقنا الله وإياكم السير على خطاهم , والإقتداء بأثرهم