مقدمة :
أعلي الواجبات وأفضلها عند الله هو الإيمان بالله ، والإيمان بالله شرط لقبول الأعمال الصالحة ، بل هو أساس للدخول في الإسلام ، فمن لم يؤمن بالله ورسولة فلا ثواب له أبدا في الآخرة ولا يقبل منه عمل أبدا ، ولذا كان الأمر الإلهي في الآية الكريمة يبدأ بالتأكيد علي الإيمان بالله وحده ، ثم ينطلق إلي الواجب الذي يلي الإيمان بالله ؛ ألا وهو الإحسان إلي الوالدين وبرهما ؛ فبر الوالدين وحسن معاملتهما في حياتهما وبعد مماتهما من أهم الواجبات بعد عبادة الله وليس هناك أعظم برا وإحسانا ، وأكبر تفضلا بعد الله من بر الوالدين ؛ ولذلك قرن الله تعالي الإحسان إليهما وحسن رعايتهما بعبادته تعالي والإخلاص له سبحانه.
قال - تعالي - : (( وقضي ربك ألا تعبد إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما (23) واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا (24) )).
بر الوالدين من خير الأعمال :
وبر الوالدين من أعظم أعمال الخير ، وقد جاء ذلك في الحديث الشريف الذي سأل فيه عبدالله بن مسعود النبي (صلي الله عليه وسلم ) قائلا : أي العمل أحب إلي الله ؟ قال : " الصلاة علي وقتها " قال : ثم أي ؟ قال : " بر الوالدين " قال ثم أي قال : " الجهاد في سبيل الله " وعن عبدالله بن عمرو بن العاص قال : أقبل رجل إلي النبي ( صلي الله عليه وسلم ) فقال : أبايعك علي الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله فقال : " فهل من والديك أحد حي ؟ " قال : نعم ، بل كلاهما قال : " فتبتغي الأجر من الله ؟ " قال نعم قال : " فارجع إلي والديك فأحسن صحبتهما " وفي رواية قال : " ففيهما فجاهد " .